RSS

كلية الطب غير

08 جانفي

لا يختلف اثنان على خصوصية الكليات الطبية والصحية مقارنة ببقية الكليات ، ليس تفضيلاً للعلم الطبي ولا علواً وغطرسة والعياذ بالله ، ولكن لأمور سيتم ذكرها بالتفصيل فيما بعد. ومن الملاحظ أن بعض الجامعات ومسؤوليها يتناسوا في خضم المعمعة الأكاديمية هذه الفروقات مما يؤثر على سير العمل في هذه الكليات الطبية.

أولا: ابتداء من قبول الطلاب ، حيث تشمل آلية القبول في معظم كليات الطب المقابلة الشخصية حيث أن شخصية الطالب ومهاراته في التواصل من المعايير المهمة في طبيب المستقبل. وللأسف نجد بعض الجامعات يكون الرأي الأول والأخير لعميد القبول والتسجيل في آلية قبول الطلاب فتراه يرفض فكرة المقابلة الشخصية من مبدأ مساواة الكليات ببعضها وكذلك من مبدأ درء الفتن وصك الباب الذي يأتي منه الريح (الواسطات).

ثانيا: هناك اختلاف جوهري بين تركيبة كلية الطب على سبيل المثال وتركيبة كلية الهندسة مثلا. في حين أن كلية الطب أو طب الأسنان بها العديد من الأقسام الأكاديمية في العلوم الأساسية والسريرية (مثلا في كلية الطب أقسام التشريح ووظائف الأعضاء والكيمياء الحيوية والباطنة والجراحة والأطفال والنساء والولادة وغيرها) فإنها تشترك جميعها في تدريس برنامج أكاديمي واحد هو البكالوريوس في الطب والجراحة وهذا اختلاف جذري عن بقية الكليات. فعلى سبيل المثال في كلية الهندسة ، قسم الهندسة الكهربائية يقوم بتدريس برنامج البكالوريوس في الهندسة الكهربائية وقسم الهندسة الكيميائية يقوم بتدريس برنامج البكالوريوس في الهندسة الكيميائية وقد تتشارك الأقسام في تدريس بعض المواد المشتركة بين التخصصات الهندسية ولكن هناك نوع من الاستقلالية بين الأقسام لدرجة أن قسم قد يحصل على الاعتماد الأكاديمي في كلية ما فيما يفشل قسم آخر في الحصول عليه في نفس الكلية.

ثالثا: تبلغ مدة الدراسة في كلية الطب سبع سنوات (شاملة سنة الامتياز) فيما تبلغ في غيرها أربع إلى خمس سنوات.

رابعا: طريقة الدراسة في كلية الطب خاصة في السنوات السريرية مختلفة عن بقية الكليات ، حيث يقوم الطلاب بأخذ دروسهم العملية في المستشفيات بنظام الوحدات (البلوكات) حيث يقوم الطلاب بانهاء وحدة أمراض الجراحة لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر ثم وحدة أمراض الباطنة لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر وهكذا. وعادة ما يشارك أكثر من عضو هيئة تدريس في تدريس نفس الطلاب نفس المقرر في فترات مختلفة ، ومازالت هذه الفكرة لم تصل لبعض المسؤولين في عمادة القبول والتسجيل في بعض الجامعات ويظنون أنه تحايل من أعضاء هيئة التدريس بالكليات الطبية لتحقيق نصاب الساعات التدريسية.

خامسا: طريقة الاختبارات تختلف في كلية الطب عن غيرها من الكليات حيث تعتمد بالإضافة إلى الاختبارات التحريرية على الاختبارات العملية بفحص إمكانية طالب الطب من أخذ التاريخ المرضي وفحص المريض إكلينيكيا والوصول إلى تشخيص صحيح وخطة علاجية صائبة. وحيث أن معظم الجامعات ليس لديها مستشفيات جامعية ، فإن مثل هذه الإختبارات تقام في المستشفيات الغير جامعية مما يعرقل سير العمل. وقد تنبهت لذلك العديد من كليات الطب العالمية ومن رحم ربك من كليات الطب السعودية بانشاء مراكز للمحاكاة الطبية حيث يتم استخدام ممثلين يقومون بمحاكاة المرضى وشكاويهم أو دمى الكترونية على شكل انسان يتم محاكاة التغييرات الفسيولوجية بها. وهذا مايصعب القيام به في بعض الجامعات نظرا لعدم وجود البنود.

سادسا: تختلف الأبحاث السريرية عن غيرها من الأبحاث حيث يجب أن تخضع للتفحيص والتمحيص عبر لجان أخلاقيات البحث الطبية قبل السماح بإجرائها حفاظا على سلامة المرضى ، وعند إجرائها فهي تختلف عن تحقيق كتاب أو شرح عالم ، فمن النادر بل المستحيل (وفي الواقع من المخجل) أن يتم عمل بحث سريري على درجة عالية من الجودة عن طريق شخص واحد (الطبيب الأكاديمي المغلوب على أمره) ، وهذا مالم يفهمه أعضاء المجالس العلمية في معظم جامعاتنا (إلا من رحم ربك ، نفسهم في الفقرة الخامسة).

سابعا: كلية الطب هي كلية خدمية ، يقوم معظم أعضاء هيئة التدريس بها بالعمل الإكلينيكي في المستشفيات الجامعية (لمن رحم ربك) وغير الجامعية ، أي أنهم أطباء يعملون في مستشفيات متناثرة في أنحاء المدينة والمنطقة حكومية كانت أم خاصة وهم كذلك أكاديميون يقومون بتدريس الطلاب ، وهناك منهم من تحمل المسؤولية لمهام إدارية للمساهمة في إدارة الكلية لأنهم أدرى الناس بتخصصاتهم الطبية. فمن غير المنطق أن نتوقع أن يتواجد هؤلاء الأطباء الأكاديميون الإداريون في الكلية بصفة مستمرة ، وهو ما لايستوعبه بعض المسؤولين في بعض الجامعات (إلا من رحم ربك ، نفس ناس الفقرة الخامسة).

ثامنا: كلية الطب هي كلية خدمية على مستوى المجتمع ، فبالإضافة إلى مشاركة الأطباء الأكاديميون في علاج المرضى في المستشفيات ، يتوقع منهم المجتمع أن يشاركوا في تثقيفه عن طريق تنسيق النشاطات التثقيفية الصحية في المجتمع ، وهذا ما يصعب فهمه على بعض المسؤولين في بعض الجامعات حيث لا يوجد بنود لمثل هذه النشاطات.

وختاما ، معظم الأمثلة كانت عن كلية الطب ولكن تشترك معها في بعض النقاط أو معظمها كلية طب الأسنان والعلوم الطبية والصيدلة والعلوم الصحية. ولذلك نجد أن السنة التحضيرية في بعض الجامعات يكون بها مسار للكليات الصحية ، ونجد كذلك لجان إدارية على مستوى الجامعة تكون لجان للكليات الصحية.

وإن كنت تسأل عزيزي القارئ عمن رحم ربك في النقاط السابقة فهي جامعات اشتركت في خاصية واحدة ، وجود طبيب أكاديمي في الإدارة العليا للجامعة ، سواء وكيلا للجامعة للكليات الصحية أو غيره على مقربة لصيقة بصنع القرار ، ماعدا ذلك فإن كلية الطب ممثلة في مجلس الجامعة بعميد مثله مثل بقية الكليات وهو مجرد عميد لكلية أخرى.

والله أعلم.

مقالات أخرى لها علاقة بالتعليم العالي والطبي:

الجودة في التعليم العالي وعم عبدالله الفوال

حرمة الحرم الجامعي

ما خاب من استشار

جامعات الوطن في يوم الوطن

عمادات البحث العلمي في الجامعات السعودية

كيف نعزز انتماء الطلاب وأعضاء هيئة التدريس إلى جامعتهم؟

عزيزي الطبيب الأكاديمي .. أنت مقصر

إدارة الجامعات بالتويترات أم بالتوترات

Sorry Mamdouh Shoukri عذرا ممدوح شكري

زيادة عدد طلاب الطب المقبولين

حوار الأطاببة

نبيل كوشك – ستيف جوبز أم القرى

Medical Research in the Middle East: is there something missing?

The need for national medical licensing examination in Saudi Arabia

 
2 تعليقان

Posted by في جانفي 8, 2012 بوصة Uncategorized

 

2 responses to “كلية الطب غير

  1. Dr Mnahi

    جويلية 1, 2012 at 12:38 ص

    مقال جميل جداً وأصاب كبد الحقيقة
    لكن الله يستر على هالكبد من التليف

    إعجاب

     

أضف تعليق