RSS

#جامعة_أم_القرى_التي_نريد

07 جوان

نودع اليوم الخميس٢٣ رمضان ١٤٣٩ الموافق ٧ يونيو ٢٠١٨ السنة الدراسية ١٤٣٨/١٤٣٩. وهي سنة لها اعتبارات خاصة لجامعة أم القرى، فقد تم تعيين معالي الأستاذ الدكتور عبدالله بن عمر بافيل مديراً لها قبل ٧٣ يوماً.

تفاءل الجميع بتعيين معالي مدير الجامعة المهندس الصناعي صاحب الخبرات العريضة في جامعة الملك عبدالعزيز متدرجاً في المناصب القيادية رئيساً لقسم الهندسة الصناعية ثم عميداً لكلية الهندسة ثم وكيلاً للجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي ثم وكيلاً للجامعة للأعمال والإبداع المعرفي، إضافةً إلى غيرها من التكليفات في لجان المهمة بجامعة المؤسس.

للوهلة الأولى، قد يبدو أن الحكم على معالي مدير جامعة أم القرى الجديد مبكراً ومجحفاً خاصةً بعد مرور ٧٣ يوماً فقط على تعيينه. ولكن لو علمنا أن معالي مدير الجامعة لن يلتقي بأعضاء هيئة تدريس جامعته حتى عودتهم من إجازتهم في ١٦ ذي الحجة ١٤٣٩ (بعد ٨١ يوماً من اليوم) أي بعد أكثر من خمسة أشهر من تعيينه، يتضح أن معاليه أضاع فرصةً ذهبية.

وقبل أن أسهب في الحديث عن جامعة أم القرى، أود استئذان معالي مدير جامعة الطائف الدكتور حسام زمان، والذي عين يوم ٢٣ يونيو ٢٠١٦م، لاقتباسي عنوان هذه المقالة من مبادرة #جامعة_الطائف_التي_نريد التي أطلقها معاليه في ٢٨ يونيو ٢٠١٦م (بعد مرور خمسة أيام على تعيينه) عبر حسابه في تويتر وعلى مستوى الجامعة.

وكما توضح الصورة المرفقة في التغريدة أن أهداف المبادرة فتح باب التواصل المباشر مع منسوبي وطلبة جامعة الطائف لمعرفة تطلعاتهم حول البيئة الجامعية المثالية ولتشجيع الطلاب والمنسوبين للمشاركة لإحداث التغيير وصناعة الفرق بالواقع الجامعي والتعليمي وأخيراً لتطوير أفكار ورؤى غير تقليدية حول جودة التعليم والبيئة الجامعية. وتفاعل الكثير من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس مع هذه المبادرة سواء عن طريق الشبكات الاجتماعية أو الموقع الالكتروني للمبادرة. وبعد مرورعام على إطلاقها، أعلنت جامعة الطائف عن 52 مشروعاً ومبادرةً تطويرية  نتيجة هذا العصف الذهني الإبداعي. ولست بصدد تقييم المبادرة أو مشاريعها أو نسبة إنجازها، ولكنني ذكرتها للاستشهاد بنموذج فريد في قيادة التغيير.

يتفق عدد من خبراء القيادة أن أول ٩٠-١٠٠ يوم هي أهم وأخطر مرحلة لأي قيادي. ومن أروع الكتب في هذا المجال كتاب The First 90 Days للكاتب مايكل واتكينز يذكر فيه الآلية التدريجية لأي قائد يتبوء منصباً قياديا جديداً. كما يذكر فيه عدة نماذج لمؤسسات وفلسفات التغيير المطلوبة لقيادة تلك المؤسسات، اختصرها في كلمة STARS:

  1. قيادة المؤسسات الناشئة Start-up
  2. قيادة المؤسسات المتعثرة Turnaround
  3. دفع التطوير في المؤسسات الواعدة Accelerated Growth
  4. إعادة توجيه المؤسسات التي تعاني من مصاعب Realignment
  5. استمرارية إنجاح المؤسات الناجحة Sustaining Success

 

 ويبدأ الكاتب بأهمية تشخيص القائد، فور توليه المنصب، وضع المؤسسة التي سيقودها وتصنيفها من ضمن تصنيفات STARS. ليبدأ بعدها بالتغيير الداخلي لذاته وفلسفته كقائد. حيث يحذر الكاتب من أن نجاح قائد في قيادة مؤسسة ناجحة لا يعني بالضرورة نجاحه في قيادة مؤسسة ناشئة أو متعثرة ما لم يقم قائد المؤسسة بالتجهيز لذلك ذهنياً ونفسياً وعلمياً مستنداً على أسس قيادة التغيير. فكل تصنيف من هذه المنشآت بحاجة إلى أسلوب قيادي مختلف.

كما يذكر جون كوتر وهو أحد الرواد العالميين في قيادة التغيير في كتابه قيادة التغيير” Leading Change نموذجاً اشتهر عالمياً بخطواته الثمانية.

 kotter model

  • الخطوة الأولى: خلق شعور في المنشأة بالإلحاح الطارئ نحو الحاجة للتغيير (Create urgency).
  • الخطوة الثانية: بناء تحالف داخل المنشأة لتوجيه الجهود (Form a powerful coalition).
  • الخطوة الثالثة: تحديد الرؤية والمبادرات الإستراتيجية للتغيير (Create a vision for change).
  • الخطوة الرابعة: إيصال الرؤية لأكبر عدد من أصحاب المصلحة لجذبهم نحو تحقيق الهدف المنشود (Communicate the vision).
  • الخطوة الخامسة: إزالة الحواجز وتمكين جميع المعنيين من السير قدماً نحو التغيير المطلوب (Empower action).
  • الخطوة السادسة: تحقيق انتصارات قصيرة الأجل الحفاظ على التوجه الإستراتيجي الجديد للمنشأة (Create quick wins).
  • الخطوة السابعة: تعزيز الجهود نحو تحقيق التغيير المطلوب (Build on the change).
  • الخطوة الثامنة: تغيير الثقافة المؤسسية وتثبيتها على النحو الجديد (Make it stick).

وبمقارنة سريعة، يتضح الاختلاف في تطبيق أسس قيادة التغيير بين معالي مدير جامعة أم القرى ومعالي مدير جامعة الطائف. لا شك أن الظروف مختلفة بين الجامعتين، ولكن الواضح أن معالي مدير جامعة أم القرى فرط في فرصة “خلق شعور بالإلحاح الطارئ نحو الحاجة للتغيير” خلال أول ٧٣ يوماً في فترة قيادته. ليجد نفسه خلال فترة إجازة العيد والإجازة السنوية وحيداً مع القيادات العليا للجامعة وغيرهم من المكلفين والذين لايمثلون قطعاً جميع شرائح المنسوبين وأعضاء هيئة التدريس والطلاب. وسيبقى كذلك حتى ١٦ ذي الحجة ١٤٣٩ هجري (بعد ثلاثة أشهر) حين يعود أعضاء هيئة التدريس من إجازاتهم.

وعطفاً على الحراك الكبير الذي نشهده في جميع القطاعات لتطبيق برامج التحول الوطني ٢٠٢٠ لتحقيق رؤية المملكة ٢٠٣٠، فإن كل يوم يمر بدون تخطيط أو تنفيذ هو فرصة ضائعة على المنشأة لتساهم في التحول الوطني.

ونتطلع لبداية قوية لمعالي مدير جامعة أم القرى بأن يقوم بالخطوة الأولى في نموذج كوتر في منتصف ذي الحجة ١٤٣٩، وحتى ذلك الحين أشارككم بعض تطلعات طلاب وأعضاء هيئة تدريس جامعة أم القرى تم جمعها في ديسمبر ٢٠١١م تحت وسم #uqu2020

وختاماً، أسأل الله العون والتوفيق لمعالي مدير جامعة أم القرى لتحقيق رؤية ولاة الأمر والوطن والعالم الإسلامي ليصل بجامعة أم القرى للمكانة التي تستحقها من التميز والريادة عالميا. المكانة التي تليق بمهبط الوحي وقبلة الإسلام والمسلمين. المكانة التي تليق بالجامعة التي تحتضن أول كلية بنظام التعليم العالي في المملكة. المكانة التي تليق بالهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة.


  

 

أضف تعليق