RSS

إدارة الجامعات بالتويترات أم بالتوترات

09 جويلية

لفت نظري تعليق أحد أعضاء هيئة التدريس على صفحته في الفيس بوك معتذرا من متابعيه عن تقصيره في التواصل معهم نظرا لحساسية المنصب الذي كان يشغره حيث كان وكيلا لكلية وقبل ذلك رئيسا لقسم. رغم أنني أكن لمعلمي الفاضل كل احترام وتقدير ولكنني تساءلت هل هناك تعارض بين منصب قيادي أكاديمي وبين التواصل مع الطلاب والمجتمع ، هل نتعامل مع المناصب الأكاديمية بنوع من التوتر والتشنج فترى الشخص على غير طبيعته حتى يترك المنصب فيعود ذلك الكاتب المبدع والمربي الفاضل.

وفي نفس الفترة قرأت عن عميد كلية طب في جامعة كندية وهو الدكتور ريتشارد ريزنك والذي يعتبر من رواد التعليم الجراحي في العالم واستخدامه للتويتر (وليس التوتر) للتواصل مع الطلاب والمجتمع. وزاد اعجابي عندما قرأت مقالاته في مدونته الخاصة وهو (عميد) يناقش بعض مشاكل التعليم العالي ويتجاوب ويرد على تعليقات الطلاب.

ومازاد اعجابي أكثر هو تواصل عميد كلية الطب المذكور مع مدير جامعته ، الدكتور دانيل ولف مدير جامعة كوين بكندا والذي يملك هو الآخر حساب على تويتر يتواصل فيه مع طلاب الجامعة والمجتمع وقد غرد أكثر من 3700 تويتة. ومما زاد الطين بلة هو تواصل مدير الجامعة مع وزير ولاية اونتاريو الكندية للتعليم العالي جون ميلوي والذي يملك هو الآخر حساب على تويتر. ويتابع هذا الوزير حسابات تويتر لوزراء آخرين في حكومة ولاية أونتاريو ولمحافظي بعض المدن الكبيرة ولعدد كبير من الطلاب وشرائح المجتمع المختلفة. عندها تساءلت هل يتعاطى هؤلاء أدوية مضادة لحساسية المنصب التي تحدث عنها معلمي الفاضل أم أن هذه الحساسية لها علاقة بتلوث الهواء الذي نعاني منه.

اعتقدت في بادئ الأمر أن هذه حالة خاصة بكلية طب كوين وبجامعة كوين في اونتاريو فقمت بعمل بحث قوقلي سريع ووجدت الكثير من القيادات الأكاديمية العالمية تتواصل بأريحية وبدون توتر أو حساسية مع الجميع ومنهم:

د. جوردون جي مدير جامعة ولاية أوهايو
د. بيدي مارتن مديرة جامعة وسكنسن – ماديسن
د. مارك هدلستون مدير جامعة نيو هامبشر
د. رينو خاتور (أول هندية ترأس جامعة أمريكية) مديرة جامعة هيوستن
د. مارك يودوف مدير جامعة كاليفورنيا
د. مايكل كرو مدير جامعة ولاية أريزونا
د. بوب كينيدي مدير جامعة ماين
د. كيرك تشولتز مدير جامعة ولاية كنساس

وتشترك جميع هذه الحسابات لمدراء الجامعات في تويتر بأنها موجهة للطلاب والمجتمع والإطلاع على مقترحاتهم كما أن هذه الحسابات تتابع حسابات أخرى لوكلاء الجامعة وعمداء الكليات بهذه الجامعات وكأني بتويتر يتحول تدريجيا إلى مجلس جامعة. كما أن بعض رؤساء الجامعات يتتبعون ويتواصلون مع رؤساء جامعات آخرين.

فجأة استيقظت من حلمي وتذكرت نظام الصلاحيات والتدرج في المخاطبات الأكاديمية في جامعاتنا السعودية ، فيجب على عضو هيئة التدريس أن يخاطب رئيس قسمه لأي اقتراح كان ولايمكنه إداريا التواصل مع عميد الكلية لأن في ذلك تعد على صلاحيات رئيس القسم. كما لايمكن لوكيل كلية للتطوير الأكاديمي (مثلا) مخاطبة عميد التطوير الجامعي أو وكيل الجامعة للتطوير الأكاديمي ففي هذا تعد على صلاحيات عميد الكلية. ولا يمكن لوكيل كلية للتطوير الأكاديمي (مثلا) مخاطبة وكيل كلية أخرى للتطوير الأكاديمي بل عليه ارسال خطاب لعميد كليته والذي بدوره يحوله لعميد الكلية الأخرى والذي يحوله بدوره لوكيل كليته.

بدأت أفهم سبب حساسية المنصب الذي يتحدث عنه معلمي الفاضل ، وقد يكون من الأفضل أن أبدأ في أخذ أدوية الحساسية والضغط والاكتئاب إلى أن يخف التوتر وتنتشر ثقافة التويتر.

رابط المقال في صفحة الفيس بوك

 

1 responses to “إدارة الجامعات بالتويترات أم بالتوترات

أضف تعليق