RSS

شكرا سليمان الغامدي

09 أوت

كتبت هذه الجملة على صفحتي على الفيس بوك في ٢٦ ابريل ٢٠١١

“قررت ان اقوم بشكر كل شخص اثر في شخصيتي وحياتي خلال نشأتي وسيكون تسلسل الشكر عشوائيا وغير متربط بفترة زمنية محددة .. ساحاول ان اشكره مباشرة وجها لوجه ان استطعت او عن طريق وسائل الاتصال المتوفرة وسوف اكتبها هنا في الفيس بوك … كم انا ممتن لوجود اشخاص كثر في حياتي الحمدالله (:”

 

وكنت قد نسخت الجملة كما هي من صديق تعرفت عليه عن طريق الفيس بوك وهو طبيب يعمل في الأردن وللأسف لم أستطع الحصول على بروفايله لوضعه هنا وقد يكون حذفه من الفيس بوك ، عموما أسمه
Saleh Atiyah

ونقل الدكتور نداء بوقري في تعليقه على هذه الجملة هذا النقل الرائع

[ ص: 313 ] فصل من لم يشكر الناس لا يشكر الله عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا { لا يشكر الله من لا يشكر الناس }

وروى أحمد من حديث الأشعث بن قيس مرفوعا مثل حديث أبي هريرة ورواه أيضا بلفظ آخر { إن أشكر الناس لله تعالى أشكرهم للناس } .

وعن عائشة رضي الله عنها مرفوعا { من أتى إليه معروف فليكافئ به فإن لم يستطع فليذكره فمن ذكره فقد شكره . } رواه أحمد .

وفي حديث آخر { الأمر بالمكافأة فإن لم يستطع فليدع له } رواه أبو داود وغيره أظنه من حديث ابن عمر .

وقال أبو داود : حدثنا عبد الله بن الجراح حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم { قال : من أبلى بلاء فذكره فقد شكره وإن كتمه فقد كفره } ورواه أيضا بمعناه من طريق آخر وهو حديث حسن وهو للترمذي وقال : غريب ولفظه { من أعطي عطاء فليجز به إن وجد وإن لم يجد فليثن به فإن من أثنى به فقد شكره ومن [ ص: 314 ] كتمه فقد كفره ، ومن تحلى بما لم يعط كان كلابس ثوبي زور }

وعن النعمان مرفوعا { من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير ، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله عز وجل ، والتحدث بنعمة الله عز وجل شكر وتركها كفر ، والجماعة رحمة ، والفرقة عذاب } رواه أحمد ، وضعفه ابن الجوزي بعد ذكره الجراح بن مليح والد وكيع ، وأكثرهم قواه فهو حديث حسن

واستغربت مرور ثلاثة أشهر منذ كتبت هذه الجملة ولم أشكر أحد ممن أثروا في ، وفي المقابل خلال هذه الفترة انتقدت الكثير ، فرأيت مناسبة هذا الشهر الفضيل لأبدأ هذه الفكرة ، وكما ذكر الأخ صالح التسلسل عشوائي وغير مرتبط بفترة زمنية محددة.

الدكتور سليمان الغامدي هو حاليا استشاري العلاج الاشعاعي للأورام بمستشفى الحرس الوطني بجدة وحاصل على الزمالة الكندية في تخصصه من جامعة أتاوا. الدكتور سليمان كان يسبقني بدفعة (أو دفعتين لست أذكر بالتفصيل) خلال دراستي في كلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز. ماكان يفعله الدكتور سليمان الغامدي (طالب الطب المشغول بدراسته حينئذ) في عام ١٩٩٣ م هو ماتنادي به نظريات التعليم الطبي وأسس الاعتماد الأكاديمي.

الدكتور سليمان الذي كان يسبقنا بسنة أو سنتين كان يجمع العديد من الطلاب من السنوات التي تليه سواء في الجامعة أو في منزله العامر أو في منزل أحد الأخوان ليشرح لهم كيفية التغلب على مصاعب الدراسة في كلية الطب خاصة أساليب التعامل مع المراجع العلمية خاصة وأنها كانت باللغة الانجليزية ونحن درسنا الثانوية باللغة العربية. كان يأخذ بيد كل طالب ويناقش معه على حده أي صعوبات تواجهه ، هو أول من شرح لنا كيف تأخذ الملاحظات السريعة خلال المحاضرات ، كيف تنظم وقتك ، كيف تجمع بين ضغوط الدراسة وواجباتك الاجتماعية ، بحق كان مرشدا أكاديميا غير متوج. عندما يتكلم سليمان يستمع الجميع لأننا كنا نرى حرصه على مستقبلنا وكنا نرى تميزه الأكاديمي كذلك. كان ينصحنا كيف أن الدراسة لمادة الأحياء تختلف عن الفيزياء الطبية وكيف أن طريقة دراسة الكيمياء العضوية تختلف عن الكيمياء الطبية. علمنا كيف تؤكل الكتف. الجميع كان يتساءل من أين يأتي سليمان بالوقت ليساعد الجميع وكيف يدرس هو. ولكننا أيقنا أن الله يبارك له في وقته نظير خدمة أخوانه. ومما زادني اعجابا وفخرا بأخي العزيز عندما كنت أتحدث قبل عدة أيام مع أحد الزملاء في تخصص طب الأسنان والذي كان بعدي بسنة واكتشفت أن سليمان كان يفعل نفس الشئ حتى مع طلاب طب الأسنان. وبلغ به الأمر كذلك إلى إعادة شرح بعض المحاضرات التي لم نفهمها في المحاضرات.

سليمان ساهم بشكل كبير ، بعد توفيق الله وفضله ، في نجاحنا وتفوقنا في كلية الطب ، وعندما استخدم “نا” فأنا أعني الكثير من الزملاء الذين كانوا يشاركونني حلقات الدروس الخاصة والإرشاد الأكاديمي التي كان يقيمها سليمان.

تعلمت من سليمان أن الله يبارك في الوقت والعمل مادام العبد يعمل مافيه الخير لإخوانه ، تعلمت من سليمان أن العطاء ومساعدة الغير هي لوجه الله وليس لوضعها في السيرة الذاتية. تعلمت من سليمان معنى فريق العمل وهو مالم نتعلمه في الثانوية ، تعلمت منه أننا نرتقى ونتطور عندما يساعد بعضنا البعض فتعم الفائدة.

أدعو الله في هذا الشهر الفضيل أن يثيبه أجر كل طبيب ساعده سليمان ، أجر كل طبيب عالج مريضا أو درس طبيبا آخر ، أدعو الله أن يجعل ماقدمه لنا من مساعدات وتوجيهات هو عمل ينتفع به.

وعذرا سليمان لأنني لم استأذنك في كتابة هذه المقالة أو وضع صورتك البشوشة هنا. لك حبي وتقديري معلمي الفاضل.

 
 

2 responses to “شكرا سليمان الغامدي

  1. عبد الله علي الغامدي

    جويلية 27, 2012 at 4:07 ص

    أشكرك دكتور سهيل على هذا الفن في الكلام ولا يستغرب منك هذا التواضع والوفاء فأنت لم تنسى الجميل ، وأحب أن أضم صوتي لصوتك لشكر الدكتور سليمان الغامدي . هذا الدكتور له معروف على عائلتي كلها وبالخصوص علي فهو الموجه والمرشد والناصح ؛ علمني كيف أنظم وقتي ، وكيفية التدوين في المحاضرات ، وكيف أذاكر وغيرها وغيرها .
    وأيضاً لا أنسى أن أذكر أني استفدت من خبرته في البحوث عندما شاركت في المدرسة الصيفية بالحرس للبحوث ، وأيضاً علمني ووجهني كيف أعرض البحث في اليوم الختامي كان هذا في هذا الصيف وغيرها كثير . هو مثلك يا دكتور سهيل في التواضع في الختام أقول :
    شكرًا شكرًا شكرًا دكتور سليمان ….. وشكرا شكرًا شكرًا لك يا دكتور سهيل

    إعجاب

     
  2. سليمان محمد الغامدي

    أكتوبر 7, 2012 at 7:17 م

    اخي الحبيب عبد الله ، اشكر لك كلماتك الطيبة واشكر فيك رقة شعورك و احساسك النبيل ، اسال الله لك التوفيق والنجاح وان ينفك بما تعلمت وينفع بك خلقه ،
    اما انت ياخي سهيل فقد فتحت علي باب والله لا اطيقه ، وكل ما اقول ( جعلني الله خيرا مما تقولون وغفر الله لي مالا تعلمون )

    إعجاب

     

أضف تعليق