جامعات الوطن في يوم الوطن

استقيظت صباح الجمعة ٢٣ سبتمبر ٢٠١١ م ، يوم الوطن ال ٨١ ، شاكرا الله على فضله ونعمه وأن من علينا أن نكون جزءا من هذا الوطن المعطاء. ومن لايقدر انجازات الوطن في مجالات التربية والتعليم والصحة والصناعة والتجارة فهو حاقد للنعم. ولايشكر الله من لايشكر الناس ، فشكرا ياوطني وشكرا ياملكي.

لن أتكلم عن المجالات التي ليس لي بها علم ، ولكن سأحصر حديثي المقتضب عن جامعاتنا السعودية ، فشكرا ياوطنى على انشاء ١٦ جامعة حكومية و ٨ جامعات أهلية و ٢١ كلية أهلية خلال العشرة سنوات الماضية والذي قد يكون رقما قياسيا عالميا في عدد المؤسسات التعليمية التي يتم انشاؤها في فترة عشرة سنوات. هذا بالإضافة إلى برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي والذي استفاد منه عشرات الالاف من المبتعثين والمبتعثات وسيستفيد منهم الوطن بإذن الله قريبا. هذا البرنامج الذي قد يعد رقما قياسيا كذلك في عدد المبتعثين إلى دول خارجية.

كما شهد هذ ا العقد من الزمن انشاء الهيئة الوطنية للتقويم والإعتماد الأكاديمي وهي هيئة وطنية لوضع وتطبيق معايير الجودة في التعليم العالي.

ومع هذه الانجازات العظيمة في فترة قياسية (١٠ سنوات) ، أدعو الله أن يشهد العقد القادم انجازات مماثلة في إدارة هذه المؤسسات التعليمية ، ولنا في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية خير مثال.

أدعو الله أن يتم تعيين مدراء الجامعات بواسطة لجان عالمية تبحث عن مدراء يقودون دفة تطوير التعليم العالي يملكون من الخبرة والكفاءة مايؤهلهم لذلك ، تماما كما حدث في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية.

أدعو الله أن يتم تكوين مجلس أمناء لكل جامعة (تماما مثل جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية) يتكون من ممثلين لشرائح المجتمع المختلفة يقوّمون عمل مدير الجامعة ويقولون له أحسنت عندما يحسن ويصوبونه عندما يخطئ ، ولايجددون له عندما لايحقق الأهداف المبتغاة.

فوضعنا الحالي في إدارة الجامعات يعاني من تضارب واضح في المصالح. فعمداء الكليات ووكلاؤها يعينهم مدير الجامعة فكيف لهم أن ينتقدوا إدارته أو قراراته. وكذلك أعضاء هيئة التدريس فإن آلية الاقتراحات والنقد الحالية يجب أن تمر عبر العمداء والوكلاء الذين عينهم مدير الجامعة وفي هذا تضارب واضح للمصالح. وفي المقابل فإن الشخص الوحيد المسؤؤل عن تقييم عمل معالي مدير أي جامعة هو معالي وزير التعليم العالي ، وفي هذا تضارب آخر للمصالح. فمعالي وزير التعليم العالي هو من عين مدير الجامعة ، وهو من يقيمه.

أدعو الله أن يمد في أعمارنا وأن نكتب في ٢٣ سبتمبر ٢٠٢١ م كيف وصلنا العالمية في التعليم العالي من أوسع أبوابها وكيف أننا نجد صعوبة في قبول طلبات الدراسات العليا من شتى دول العالم ليدرسوا في جامعاتنا.

رابط المقال على الفيس بوك