RSS

الطب والإعلام ومجلس الشورى: هيئة سلامة المرضى

07 سبتمبر

كتبت قبل عام مستهجنا طريقة تعامل الإعلام مع قضايا الأخطاء الطبية ، واللبس الواضح في كثير من الحالات التي تنشر في الصحافة بين مفهوم “الأخطاء الطبية” و “المضاعفات الطبية” ، وتأثير ذلك السلبي على ثقة المجتمع في المهنة الطبية ، وعلى علاقة المريض بالطبيب ، وعلى الحركة الطبية في المملكة بشكل عام. للأسف ما يقوم به الإعلام بسرد القصص الغير موثقة والغير محققة علميا يضر المجتمع أكثر من خدمته.

لن أكرر ما كتبته قبل عام  متسائلا “هل يخطئ الأطباء؟”، ولكن المتابع للصحافة المحلية خلال العام الماضي يلحظ تدهور العلاقة بين الإعلام والطب ، ويسمع عن مقتل طبيب على يد مريض ، وضرب طبيب بالحذاء وتحطيم عيادته ، وقبل أيام أطل علينا الأستاذ تركي الدخيل بمقاله “مستشفيات .. أم مسالخ؟” ولحقه الأستاذ صالح الطريقي بمقاله “مستشفيات ومسالخ” ، فأي لغة تخاطب يتعاملون بها؟ ومن سيحفظ سمعة الطب في السعودية؟

لاينكر أحد وجود الأخطاء الطبية في أي مستشفى في العالم ، فأكبر صدمة وجهت للمجتمع الطبي العالمي تقرير “كل ابن آدم خطاء” والذي نشره معهد الطب الأمريكي عام 2000م في حوالي 300 صفحة وبطرق علمية ومنهجية وقدّر أن عدد الوفيات في الولايات المتحدة الأمريكية بسبب الأخطاء الطبية قد يصل إلى 98 ألف نسمة سنويا!

   حل مشكلة “الأخطاء الطبية” لن يتم عبر صفحات الجرائد ، فلن يتعدى الأمر غير تبادل أصابع الاتهام بين جهة وأخرى والذي سيزيد من تأجيج الأزمة وتوسيع الفجوة وهز ثقة المجتمع في الطب. ولكن حلها يكون عبر انشاء “الهيئة العامة لسلامة المرضى” بحيث تكون هيئة مستقلة ذات شخصية اعتبارية وترتبط مباشرة بمجلس الوزراء مثل “الهيئة العامة للغذاء والدواء” ، وأن يقوم بإدارتها إدارة تنفيذية -مستقلة عن أي قطاع صحي ضمانا للحيادية- من المتخصصين في “سلامة المرضى و الجودة النوعية في الرعاية الصحية” ، مثل العديد من هيئات سلامة المرضى في الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا واستراليا.

ومن ضمن المهام المقترحة لهيئة سلامة المرضى:

  • تعزيز وتثقيف الأطباء والمجتمع بسلامة المريض عن طريق بناء القيادات الصحية المتخصصة في هذا المجال واجراء الابحاث وتفعيل البروتوكولات التي تضمن سلامة المريض ودعمها دعما ماليا
  •  تحديد الأخطاء الطبية والتعلم منها عن طريق انشاء نظام وطني عام للإبلاغ عن الأخطاء الطبية وتشجيع المنظمات الصحية وممارسي المهنة في المشاركة في التبليغ الطوعي عن أخطاءهم الطبية
  • رفع مستويات الأداء والتوقعات لتحسين مجال سلامة المريض من خلال عمل المنظمات الرقابية والجمعيات المهنية
  • تنفيذ نظم السلامة في مؤسسات الرعاية الصحية
  • تعزيز مفهوم فرق العمل بين مختلف تخصصات مقدمي الخدمة في تقديم الخدمة الصحية واجراء البرامج التدريبية للممارسين الصحيين لتعزيز مفاهيم فرق العمل وأساسيات التخاطب باستخدام أحدث أساليب التعليم الطبي مثل المحاكاة

فنأمل من مجلس الشورى أن يتبنى هذا المقترح ويحمي سمعة الطب في السعودية، وإلى أن يتم إنشاء “الهيئة العامة لسلامة المرضى” أتمنى من الإخوة الإعلاميين قراءة كتاب “كل ابن آدم خطاء

 
7 تعليقات

Posted by في سبتمبر 7, 2012 بوصة Medical Education

 

7 responses to “الطب والإعلام ومجلس الشورى: هيئة سلامة المرضى

  1. أسامة عبيد

    سبتمبر 7, 2012 at 10:54 ص

    أتفق معك دكتور سهيل فيما طرحته هنا …. فعلا نحتاج هيئة تثقف و توعي المجتمع صحيا و تكون الفاصل بين المريض و الطبيب و الأهم أن تكون مستقلة …..

    إعجاب

     
  2. عبدالله المبيريك

    سبتمبر 8, 2012 at 12:02 ص

    لقد قدم مجلس الشورى فعلا مقترحا لانشاء هيئة للجودة وسلامة المرضى (اللجنة الصحية-برئاسة أد محسن الحازمي ينتظر التفعيل
    عبدالله المبيريك عصو مجلس الشورى اللجنة الصحية

    إعجاب

     
    • سهيل باجمال Sohail Bajammal

      سبتمبر 8, 2012 at 12:37 ص

      شكرا د. عبدالله على مشاركتك والأخبار الرائعة ، هناك عدة أسئلة:

      1. متى تم طرح المقترح؟
      2. هل ستكون هيئة مستقلة؟
      3. متى سيتم التفعيل؟

      إعجاب

       
  3. عبدالله المبيريك

    سبتمبر 15, 2012 at 12:50 ص

    وافق مجلس الشورى على المشروع الذي يتضمن انشاء هيئة مستقلة, والله أعلم متى سيكون التفعيل , ويمكن الاتصال بالأستاذ د. محسن الحازمي رئيس اللجنة الصحية بالمجلس لمزيد من المعلومات

    إعجاب

     
  4. al7areth007

    نوفمبر 15, 2012 at 11:33 م

    السلامة بشكل عام هي ثقافة مجتمع وعمل تشمل كل ماله علاقة بتفادي كل المخاطر بجميع أنواعها الحسي والعملي والطبي والحياتي والنفسي…. عن طريق علم كامل يسمى ادارة المخاطر و نظام تقليل المخاطر والذين وجدا طريقهما ليصبحا جزءا من كل علم ونظام معمول به للان ابتداءا من درء مخاطر الأموال إلى السيارات إلى المخاطر الطبية وصولا إلى علم الفضاء وذلك أدى إلى ظهور مايسمى بالثوابت والأنظمة العملية والتصنيعية وأنظمة التعامل مع المخاطر بل وعملت طرق الاستجابة لها والتعامل معها على جميع المستويات. في المجال الطبي والتجاري وجد أن هذه العلوم ضرورية استجابة للمخاطر المترتبة عن ثبوت عدم ملائمة المنتج أو الخدمة أو التعامل للمعايير المطابقة للسلامة … بشكل آخر … البحث عن السلامة لأجل السلامة والذي تطور فيما بعد ليصبح السلامة أولا !

    ستجد ادارة المخاطر حاضرة في كل شئ في خارج بلادنا من كوب القهوة الذي تحمله صباحا والمصصم بمواد وطريقة وعليه علامات تمنع خطر احتراقك … إلى نظام الإشارات في سيارتك وإشارات المرور والمصممة حسب أحدث نظم السلامة ثم بيئة العمل في مستشفاك والتي يتم الاهتمام فيها بأدق التفاصيل … من ارتفاع عتبة باب المستشفى إلى سرعة إغلاق الباب إلى توزيع مداخل ومخارج الطوارئ إلى صبيانية الآلات والمعدات وهكذا إلى أن تصل إلى نظم الاستجابة للطوارئ … في كل دقيقة وصغيرة وكبيرة تفاصيل لن يطول هذا الرد لشرحها لكنها حاضرة دائماً.

    في بلدنا … السلامة مغيبة على كل مستوى ابتدأ من الأشخاص حتى أعلى مستويات التخطيط والتنفيذ والعمل. تغييب السلامة عندنا شمل كل شئ تقريبا عاما كان أو خاص … لقد غيب إحساس الأمان فغابت السلامة حنى في مستشفياتنا. انظر كم جامعة عندنا تدرس ادارة المخاطر والسلامة… قلي بالله عليك هل رأيت أو تسلمت كتيب السلامة في جامعتك أو مستشفاك قبل عملك فيه… هل أجبرت على عمل كورس أو تلقي تعليمات السلامة في الشارع أو المستشفي … انظر إلى تصميم المنازل … ادوتنا الآي نستخدمها كل يوم ونستوردها من كل بلد دون سلامة ودون النظر إلى هيئة المواصفات والمقاييس …. انظر إلى شوارعها وتقاطعتنا… انظر إلى ممرات المشاة ومواقفنا… انظر إلى حزام الأمان … انظر إلى التجمهر عند الحوادث … انظر إلى طرقنا السريعة وعلامتها وتصميمها … انظر الي كل شئ … السلامة غائبة وفي الغالب مغيبة والأسباب كثيرة جداً !!!

    يا دكتور…. نحتاج إلى هيئة للسلامة العامة في كل شئ صدقني … نحتاج وعي وتثقيف … نحتاج لإخراج الأنظمة والمقاييس والعقوبات من الأدراج وان توضع على المحك… نحتاج أن ندرس ونوعي الافراد والمؤسسات بالسلامة ومدارسها في جامعتنا …. السلامة حق من حقوق كثيرة غائبة … نريد هيئة للسلامة لا تلتحق ببقية الهيئات المغيبة فعليا والحاضرة كلاما… السلامة … السلامة أولا !!!

    إعجاب

     

أضف تعليق